بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 مارس 2024

abuamna

قصة سيده عمانية تزوجت من قاتل والدها

 

سيده عمانيه تزوجت من قاتل ابوها لأجل أن يحمي نفسها من عصابات كانت موجوده في ذاك الوقت تابع السزد


فاطمة بنت محمد بن سالم البرواني، التي اشتهرت باسم فاطمة جنجا. ولدت في زنجبار في عام 1930 لأبوين عمانيين. كانت والدتها شريفة بنت ناصر بن علي البرواني، التي توفيت أثناء ولادة طفلها سالم.


عندما توفيت والدتها، كانت فاطمة تبلغ من العمر عامين فقط وتلقت كل الرعاية والحب من والدها، وجدتها شنونة بنت سالم البوسعيدي، وكذلك من قريبها، السيدة نونو بنت أحمد البوسعيدي، زوجة سلطان زنجبار، السيد خليفة بن حارب البوسعيدي.


نشأت في القصر سلطاني بين أفراد الأسرة المالكه، الذين اعتنوا أيضا بدراستها وتعليمها؛ تفوقت في المدرسة الثانوية وتخرجت بأعلى الدرجات بين جميع طلاب زنجبار في ذلك العام. 


من ناحية أخرى، اعتمدت فاطمة بشدة على والدها، الذي كان له قصة اخرى محمد البرواني كان أحد أبرز المثقفين في زنجبار ذو شخصية قوية يعرفها الجميع سافر إلى بريطانيا في للدراسة الأكاديمية من قبل حكومة زنجبار في عام 1938.


حصل على بكالوريوس الآداب من جامعة كامبريدج في عام 1942. ثم حصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة في عام 1945 ثم عاد إلى زنجبار كمدرس.


كان هناك خلاف دائم بين والد فاطمه وبين مديره البريطاني في المدرسة فيما يتعلق بطبيعة التعليم والمناهج الدراسية للطلاب. استمر هذا الخلاف لدرجة أن البرواني رفض الحصول على راتبه على الرغم من حاجته إليه، نتيجة لالتزامه بالمبادئ وافكاره التي كان يؤمن بها. استمر والدها في الدفاع دائما عن سكان زنجبار، حتى وقع الانقلاب ضد الحكم العماني في عام 1964.


وبعد الانقلاب اتهم والد فاطمه بمحاولة انقلاب مضاد آخر من قبل فرقة تسمى الرفاق بقيادة عبد الرحمن بابو، لذلك تم سجنه وتعذيبه بقسوة حتى تم إعدامه برمي بالرصاص من قبل هذي الفرقة بعد أن أجبر هو و زملاؤه على حفر قبورهم بأيديهم في عام ١٩٦٥. ومحزن ان من قاموا بتعذيبه ثلاثه من العرب وهم علي محفوظ عامر الدغيشي و عبد الرحيم محمود حسب كلام فاطمه 


تزوجة فاطمه جنجا من رجل أعمال يمني يدعى محمد أحمد الشاجري في عام 1952. تخلت عن فكرة إكمال دراستها في إنجلترا بعد المدرسة الثانوية بسبب هذا الزواج.


أنجبت ابنتيها شادية وإيمان، ولكن بعد فترة انتقل زوجها إلى مقديشو وأراد أن يأخذها معه. إلا أنها رفضت رفضا قاطعا مغادرة زنجبار مع أطفالها، وبالتالي كانت خيار طلاق حاضرا 


تزوجها العماني سالم بن حمد البرواني في عام 1955 وأنجبت أطفالها أحمد وعبد الله وصبري وزينيدة. ومع ذلك، لم يستمر هذا الزواج بعد الانقلاب، لأن قادة الانقلاب سجنوا زوجها وتم فصله من وظيفته كضابط شرطة في زنجبار.


قدر من الهرب إلى اليمن في عام 1966، ومن هناك، حاول جاهدا لمدة ستة أشهر دعوة زوجته فاطمة وأبنائها ياتوا إليه، لكن فاطمة رفضت مغادرة زنجبار لأنها كانت المعيل الوحيد لعائلتها بعد الأحداث الدموية، وكانت جدتها و15 من أقاربها بحاجة إليها. لم تستطع تركهم بمفردهم بعد أن خذلهم الجميع وبالهرب بعد الانقلاب.


عانت فاطمة كثيرا في هذه الظروف، لأنها كانت شابة جميلة تفتقر إلى الحماية من الفوضى التي وقعت في زنجبار بعد الانقلاب. لم يكن لديها وظيفة بعد طردها من وظيفتها. 


في الوقت نفسه، حاولت جاهدة تعلم الخياطة والطبخ لبيع الاكلات في الطريق مع بناتها لكسب رزقهم في ظروف قاسية جدا، حيث كان جميع العرب والعمانيين إما هاربين اما الموجودين في زنجبار فكان اغلبهم فقراء نتيجة لاستيلاء ممتلكاتهم .


أدت الظروف السيئة إلى العديد من الجرائم ضد الأطفال والنساء وكبار السن. تعرضت فاطمة وعائلتها دائما للتفتيش والترهيب من قبل قوات الانقلاب وأتباعها، وخاصة أولئك الذين كانوا يطلق عليهم الرفاق.


وصلت فاطمة إلى أسوأ لحظاتها عندما تحملت مسؤولية أطفالها وعائلتها الذين لم يتمكنوا حتى من الحصول على الأكل والشرب عملت ليلا ونهارا، وخياطة وطبخ للحصول على الاكل لهم، لدرجة أنها اضطرت إلى أن تطلب من ابنتها شادية البالغة من العمر 10 سنوات وابنتها إيمان تسع سنوات الجلوس على جانب الطرقات وبيع الاكلات الذي تطبخها في منزلها


لم تستطع تحمل كل ذلك ووجدت أنها كانت وحدها في مواجهة قادة الانقلاب وأتباعهم. لذلك حاولت التعامل مع الظروف القاسية وانتظرت المصير الذي كتبه الله لهم. اشتكت فاطمة إلى الشيخ محمد بن ناصر اللمكي، الذي لم يغادر زنجبار وحاول دائما مساعدتها. في أحد الأيام، نصحها اللمكي بمقابلة قائد الجيش الانقلابي، يوسف حميد مفتاح، من أصل أفريقي، للشكوى إليه من التخويف والتفتيش المستمر الذي واجهته من جيشه وأتباعه.


طلبت مقابلته، واستجاب لها وقدم لها وعودا بحمايتها، وفي الوقت نفسه عرض عليها الزواج فكان عليها ان تختار بين ظروفها السيئة وزواجها من شخصية كبيرة في جيش الانقلاب يمكنها حمايتها وأطفالها، وبالتالي إنهاء ظروفهم الجسدية والنفسية.


اختارت الزواج (بعد أن كانت كل الظروف ضدها في عام 1966 لذلك كان مصيرها مع أحد قادة الانقلاب ضد الحكم العماني، الذي أنهى عهد السلطان جمشيد بن عبد الله بن حارب بن حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان البوسعيدي، آخر سلطان عماني في شرق أفريقيا، الذي اختار العيش في إنجلترا بعد الانقلاب، حتى ٢٠٢٠ حيث رجع الى عمان بلد اجداده


استمر هذا الزواج لمدة 14 عاما، وأنجبت أطفالها منصور وأماني وشريفة وماريسا، ولكن بعد كل هذه السنوات عديدة، طلبت الطلاق عن زوجها احتجاجا على زواجه من سيده أخرى. تجدر الإشارة إلى أن فاطمة، في هذه الفترة من حياتها، 


قدرت من تكوين حياة كريمة لنفسها وأطفالها بعيدا المشاكل بعد سنوات من الألم والوحدة والخوف، تاركة وراءها كل الانتقادات التي واجهتها بسبب الأحداث التي أخذتها إلى قادة الانقلاب، وخاصة يوسف حميد مفتح، بعد أن نشأت في القصر سلطاني في أيام طفولتها.


بعد مرور بعض الوقت، طلب منها عبيد كارومي، زعيم الانقلاب وحاكم البلاد آنذاك، أن يتزوج ابنه أماني كارومي من ابنتها شادية تم الاحتفال بالزواج وأصبح أماني فيما بعد رئيسا لزنجبار من عام 2000 إلى عام 2010. بالإضافة إلى ذلك، تزوج ابنها منصور، الذي أصبح فيما بعد وزيرا، من عائشة، ابنة عبيد كرومي، التي كان لديها زوجة عمانية من بين زوجاته.


عاشت فاطمة البرواني حياة مختلفة تماما عن حياة أقرانها، خاصة فيما يتعلق بزواجها قبل الانقلاب وبعده، وطلاقها. 


في عام 1980، تزوجت من المصري ماهر نجيب الجيزاوي. كان الجيزاوي مسيحيا، لذلك من أجل إكمال زواجهما، أعلن اعتناقه للإسلام. انتقلت معه بين القاهرة وزنجبار، حتى انفصلا في عام 1982 بعد اكتشافها ان زوجها المصري لم يعتنق الإسلام وانما كان على دين المسيحيه 


في عام 1983، رجعت للزوجها الثاني العماني سالم بن حمد البرواني، وانتقلت معه للعيش في إنجلترا لمدة 10 سنوات، وانتقلت بين زنجبار و بريطانيا. كانت مستاءة جدا بسبب عدم الاستقرار لدرجة أنها طلبت الطلاق وانفصلا مرة أخرى وعادت إلى زنجبار.


كانت قصة فاطمة وحياتها موضوع جدل بين العديد من الناس، بعضهم يلومها، في حين أن آخرين يفهمون ظروفها، خاصة فيما يتعلق بزواجها من زعيم الانقلاب وعلاقتها بعبيد كرومي.


اشترك معانا لتشاهد مزيد من الفيديوهات :